المعاق هو الذي أصابه نقص أو قصور عن الإنسان السوي في بدنه أو عقله.
ويدخل تحت هذا التعريف أنواع كثيرة من المبتلين كمن فقد بصره، أو سمعه، أو بعضاً من ذلك أو فقد القدرة على تحريك طرف من أطرافه أو أكثر، وكذلك من فقد جزءاً من عقله يجعله دون الإنسان السوي، ويقال إن نحواً من عشرة في المائة من البشر يعانون نوعاً من أنواع الإعاقة.
ومعنى هذا أنه يوجد في العالم اليوم أكثر من خمسمائة مليون إنسان معاق وقدرت الإحصائيات أن (80%) منهـم يعيشون في البلدان الفقيرة والتي يسمونها بالعالم النامي والمتخلف.
ويعد دور الأخصائي الاجتماعي في مجال المعاقين مهمًا جدًا في دعم وتقديم الخدمات الاجتماعية للأشخاص المعاقين وأسرهم. ومن بين الأدوار التي يمكن أن يقوم بها الأخصائي الاجتماعي في هذا المجال:
1-تقييم احتياجات الأفراد المعاقين: يمكن للأخصائي الاجتماعي تقييم الاحتياجات الاجتماعية والنفسية والمادية للأفراد المعاقين وأسرهم، وذلك لتحديد الخدمات اللازمة لتلبية تلك الاحتياجات.
2-توفير الدعم النفسي والاجتماعي: يمكن للأخصائي الاجتماعي تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأفراد المعاقين وأسرهم، وذلك لتخفيف الضغوط والتحديات النفسية والاجتماعية التي يواجهونها.
3-توفير الدعم التعليمي والتدريبي: يمكن للأخصائي الاجتماعي توفير الدعم التعليمي والتدريبي للأفراد المعاقين وذويهم، وذلك من خلال تقديم الدروس والمواد التعليمية المناسبة لهم وتوفير الدعم المناسب لهم في التعلم.
4-توفير الدعم الاجتماعي والتأهيلي: يمكن للأخصائي الاجتماعي توفير الدعم الاجتماعي والتأهيلي للأفراد المعاقين وذويهم، وذلك من خلال توفير الأدوات والتقنيات المساعدة والتدريب على استخدامها، وتقديم الدعم اللازم لهم للتأقلم مع الحياة اليومية.
5-توفير الدعم القانوني: يمكن للأخصائي الاجتماعي توفير الدعم القانوني للأفراد المعاقين وذويهم، وذلك من خلال توفير المشورة القانونية والتوجيه والدعم اللازم للحماية حقوقهم ومصالحهم.
6-المساعدة في تحقيق الدمج الاجتماعي: يمكن للأخصائي الاجتماعي المساعدة في تحقيق الدمج الاجتماعي للأفراد المعاقين وذويهم، وذلك من خلال توفير الدعم اللازم والتوعية بحقوقهم وتعزيز التفاعل الاجتماعي والتواصل مع المجتمع.
لذالك يهدف دور الأخصائي الاجتماعي في مجال المعاقين إلى تعزيز جودة حياة الأفراد المعاقين وأسرهم، وتحسين الوضع الاجتماعي والنفسي والمادي لهم. ولتحقيق ذلك، يجب على الأخصائي الاجتماعي أن يكون على دراية بالقضايا والمشاكل الاجتماعية التي يواجهها المعاقون وأسرهم، وأن يتعامل معهم بأسلوب حساس ومهني ويوفر لهم الدعم اللازم لتحقيق أهدافهم وتحسين حياتهم.
المعوق والمجتمع:
إن نفسية المعوق تختلف اختلافاً كلياً عن صنوه المعافى، ويرجع هذا الشعور الداخلي للمعاق نفسه. فهو يشعر بعجزه عن الاندماج في المجتمع نظراً لظروفه المرضية، مما يجعله يؤثر الحياة داخل قوقعة داكنة اللون، مغلفاً حياته بالحزن والأسى، وكلما تذكر المعوق إصابته، اتسعت الهوة بينه وبين مجتمعه، مما يجعله يزداد نفوراً وتقوقعاً.
هذه هي نظرة المعوق إلى المجتمع، ونلاحظ أنها نظرة يغلفها الخجل والحياء، من الانخراط في دائرة المجتمع المتسعة، كما أن المجتمع نفسه لا ينظر إلى المعوق نظرته إلى الشخص السليم المعافى بل على أساس أنه عالة عليه، وهذا يضاعف من عزلة المعوق وانكماشه، ففي المجتمعات البدائية ينظر الناس إلى العجزة نظرتهم إلى شر مستطير يجب تجنبه، ويشيح البعض بوجوههم إذا مرّوا بهم اتقاءاً للأذى.
كما ذكرت الموسوعة الطبية، ومؤكداً أن المعوق يتأثر من هذه النظرات التي يوجهها له المجتمع أنّى وجد , فيزداد إحساساً بالعجز والقصور، بل نجد بعض المعوقين يتمنون الموت لاعتقادهم أنه الخلاص الوحيد من واقعه الأليم، وبسبب الخجل الداخلي من مواجهة المجتمع، ونظرة المجتمع القاسية، إلى المعوقين، تتشكل نفسية المعوق مما يجعله ينظر إلى المجتمع والحياة نظرة الخوف والسخط والغضب.
أهمية مراكز التأهيل لرعاية المعوقين:
1- زيادة مدارك المعاق العقلية وتفتح ذهنه إلى الكثير من أمور الحياة عامة والعلم خاصة.
2ـإتاحة الفرصة لإثبات قابليته العقلية واثبات وجوده.
3ـ التقليل من الشعور بمركب النقص الذي يعانيه وإتاحة الفرصة لمنافسة الآخرين.
4ـ مساعدته على التكيف والاندماج مع الآخرين من خلال تكوين علاقات صداقة وتعارف.
5- تغير الجو الاجتماعي والنفسي عليه نتيجة لتغير روتين حياته.
6- مساعدته في الاعتماد على نفسه، وزرع الثقة فيها، وتقليل اعتماده على الآخرين، نتيجة لتنمية قابليته الذكائية والحركية.
7ـ إتاحة الفرصة المستقبلية له للاعتماد على نفسه اقتصادياً من خلال إيجاد وظيفة في المستقبل نتيجة لتحصيله العلمي.
8ـ زيادة خبرته عموما في الحياة طبقا لاحتكاكه بالآخرين.
9ـ تعميق فهم المعاق لنفسه وطبيعة إعاقته والتكيف معها.
10ـ فائدة عامة تتعلق بتغير وجهة نظر المجتمع تجاه المعاق على انه إنسان عاجز من جهة وكذلك تقليل فرص الانحراف لدى المعاقين نتيجة لما يعانوه من أزمات نفسية وعزلة اجتماعية في كثير من الأحيان، نتيجة لسوء تقدير معظم قطاعات المجتمع .
وظائف الخدمة الاجتماعية في مجال رعاية المعوقين:
إن الوظيفة الأساسية للخدمة الاجتماعية في مجال رعاية وتأهيل الفئات الخاصة هي التعامل مع الأفراد أو أسرهم ومساعدة مؤسسات رعايتهم وتأهيلهم على تحقيق أهدافها
ومن ادوار الخدمة الاجتماعية أيضا:
ـ خدمة أفراد الفئات الخاصة ومقابلة احتياجاتهم وإشباعها بطريقة أفضل وفقا لطبيعة كل فئة .
ـ التعرف على طبيعة المشكلات المعقدة لفئات الخاصة ومساعدتهم على مواجهتها .
ـ توفير الخدمات التي تحتاجها الفئات الخاصة من خلال العمل مع فريق رعاية وتأهيل كل فئة .
ـ التنسيق بين الخدمات المتوفرة للفئات الخاصة وفرص العمل اللازمة لهم.
ـ التركيز على مساعدة الفئات الخاصة من خلال الأسرة والمجتمع .
ـ يتعامل الأخصائي الاجتماعي في مجال رعاية الفئات الخاصة مع كافة الأنساق ويتحدد عمله
ودوره مع كل نسق من تلك الأنساق سواء الفرد ، الجماعة ،النسق الأسري ، المنظمة أو المجتمع .
نشأة مراكز التأهيل الشامل لرعاية المعوقين بالمملكة العربية السعودية:
إن خدمات تأهيل المعوقين ورعايتهم في المملكة ـ شأنها في ذلك شأن أي برنامج تنموي في كافة قطاعات الدولة ـ نالت اهتماماً كبيراً من خادم الحرمين الشريفين، فقد شهدت السنوات العشرون الماضية توسعاً رأسياً وأفقياً كبيراً في هذا المجال، حيث قفزت أعداد مراكز تأهيل المعوقين من اثنين فقط قبل عام 1402هـ لتصل إلى ستة وعشرين مركزاً للتأهيل ومؤسستين لرعاية الأطفال المشلولين،
مراكز التأهيل الاجتماعي (لشديدي الإعاقة):
تختص هذه المراكز بإيواء حالات المعوقين من فئات شديدي الإعاقة غير القابلين للتأهيل المهني نتيجة شدة الإعاقة أو ازدواجية الإعاقات. وعدد مراكز التأهيل الاجتماعي في المملكة ثلاثة مراكز.
الفئات التي تقبل في مراكز التأهيل الاجتماعي على سبيل المثال لا الحصر:
1. الإعاقات الجسمية الشديدة كالبتر المزدوج الشديد والشلل الرباعي أو الدماغي أو ضمور الأطراف.
2. ازدواجية الإعاقة مثل التخلف العقلي مع كف البصر أو التخلف العقلي مع الصمم والبكم أو الشلل مع كف البصر وغيرها من الإعاقات المزدوجة.
3. التخلف العقلي المتوسط أو الشديد.
4. أي من الحالات غير الصالحة للتعليم الخاص أو التأهيل المهني.
الخدمات التي تقدم في مراكز التأهيل الاجتماعي:
1. الإيواء الكامل الذي يتضمن المسكن والمأكل والملبس.
2. الرعاية الصحية الكاملة العلاجية والوقائية، وتوفير العلاج الطبيعي المتكامل والتعاون مع المستشفيات المتخصصة في إجراء الفحوص الدقيقة والشاملة وإجراء العمليات المطلوبة.
3. الرعاية النفسية.
4. الترويح وشغل أوقات الفراغ.
5. العلاج بالعمل.
6. العلاج الوظيفي.
7. جميع ما يحتاجه المعوق من خدمات وعناية خاصة.
دور الأخصائي الصحي الاجتماعي في عملية الدمج:
إن الأخصائي الصحي الاجتماعي يهدف إلى إعادة التوازن وإحداث التغيير في البيئة وتحقيق العدالة الاجتماعية. وينطلق في عمله من خلال ثلاثة محاور أساسية وهي:
-التدخل الاجتماعي مع الفرد والأسرة.
-التدخل الاجتماعي مع الجماعة.
-التدخل الاجتماعي مع المجتمع المحلي.
ويستخدم الأخصائي الصحي الاجتماعي في مجال رعاية المعوّقين كافة أساليب التدخل الاجتماعي مع الفرد والأسرة، والجماعة والمجتمع المحلي، وهو عبارة عن تقنيات علمية مثال دراسة الحالة، دراسة التاريخ الاجتماعي للفرد والأسرة ، المقابلة، للوصول إلى حل المشاكل التي تواجه المعوّق على الصعيد الشخصي والأسري والمجتمعي.